تشير الأبحاث المنشورة في مجلة علم الأحياء الإنجابية إلى أن العقم عند الذكور يؤثر على الملايين على مستوى العالم، ويساهم في ما يصل إلى 50٪ من حالات العقم. ووجدت دراسة أخرى نشرت في المكتبة الوطنية للطب أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال انخفض بنسبة تقترب من 60% منذ عام 1973. ومع ذلك، لا يزال الموضوع مسكوتاً عنه إلى حد كبير، وغالبًا ما يُنظر إليه من خلال المفاهيم الثقافية التي تضع ضغوطًا هائلة على الرجال.
كيف يشعر الرجال تجاه العقم
أظهرت دراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب الآثار الضارة التي يمكن أن يسببها العقم على الرجال. بالنسبة للعديد من الرجال، يؤدي تشخيص العقم إلى إثارة مشاعر عميقة من عدم الكفاءة والعار والعزلة. غالبًا ما يكون هناك شعور عميق بالخسارة – سواء القدرة على إنجاب طفل بيولوجي أو الدور التقليدي للذكر كمعيل وحامي. وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على أن هذه المشاعر يمكن أن تتفاقم بسبب الشعور بعدم دعم أفراد أسرهن. كما أن صعوبة مناقشة تجاربهم الحياتية تضيف ضغوطًا لإخفاء معاناتهم، خوفًا من السخرية أو الرفض من مجتمعاتهم.
تسلط دراسة في المكتبة الوطنية للطب الضوء على أنه يتم تصوير الرجال في كثير من الأحيان على أنهم يتمتعون بالخصوبة بشكل افتراضي، مع إعتبار كل مشاكل الخصوبة في المقام الأول على أنها قضية نسائية. في الأفلام والتلفزيون وحتى الإعلانات، نادرًا ما يتم تناول العقم عند الرجال، مما يساهم في استمرار الوصمة المحيطة بمناقشته بشكل علني.
العلاجات والدعم
إن إدراك أن العقم عند الرجال هو حالة طبية، وليس فشلا شخصيا، هو الخطوة الأولى نحو التغلب على وصمة العار. تتراوح خيارات العلاج من تغييرات نمط الحياة والعلاجات الطبيعية إلى التدخلات الطبية. تتضمن بعض الأساليب الشائعة ما يلي:
-الاختبار: تعتبر الاختبارات والفحوصات المنتظمة ضرورية للرجال لفهم خصوبتهم وصحتهم العامة.
-العلاجات الطبية: يمكن أن يقدم العلاج الهرموني، أو جراحة دوالي الخصية، أو تقنيات الإنجاب المساعدة مثل الإخصاب في المختبر (IVF) مع حقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI) حلولاً.
-العلاجات الطبيعية: تعديلات نمط الحياة مثل الحفاظ على وزن صحي، وتقليل التوتر، والحد من تناول الكحول، والإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسن جودة الحيوانات المنوية. ويعتقد أيضًا أن المكملات الغذائية مثل الزنك وحمض الفوليك ومضادات الأكسدة مثل فيتامين E تعزز خصوبة الرجال.
-الدعم العاطفي: نظرًا للعبء النفسي للعقم، فإن الدعم النفسي أمر بالغ الأهمية. قد يستفيد الرجال، على غرار النساء، من مجموعات الدعم على مواقع التواصل الإجتماعي حيث يمكنهم مشاركة تجاربهم في مساحة خالية من الأحكام بين الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة في الخصوبة.
Comments