تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أثناء الحمل، بما في ذلك اعتلال عضلة القلب، مسؤولة عن حوالي 26٪ من جميع الوفيات المرتبطة بالحمل. تعد أمراض القلب الروماتيزمية السبب الرئيسي لأمراض القلب لدى الحوامل تليها التشوهات الخلقية.
على الرغم من التحسن الكبير في أمل ونوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من عيوب خلقية شديدة في القلب واضطرابات القلب الأخرى، إلا أن الحمل لا يزال غير مناسب للنساء اللاتي يعانين من حالات معينة عالية الخطورة مثل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي (الضغط الانقباضي في الشريان الرئوي > 25 ملم)
- ضيق الشريان الأبهر إذا لم يتم تصحيحه أو إذا كان مصحوبًا بتمدد الأوعية الدموية
- متلازمة مارفان التي يصل قطر جذر الأبهر فيها إلى 4.5 سم
- أعراض شديدة تضيق الأبهر أو تضيق الصمام الأبهري
- الصمام الأبهري ذو الشرفتين مع قطر الأبهر الصاعد > 50 مم
- قصور عضلة القلب مع نسبة قذفية أقل من 30% أو قصور القلب من الدرجة الثالثة أو الرابعة
أمراض القلب أثناء الحمل، كيف ولماذا؟
الحمل يضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، وغالباً ما يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب المعروفة؛ قد يصبح مرض القلب الخفيف واضحًا لأول مرة أثناء الحمل.
تشمل الضغوطات انخفاض نسبة الكريات الحمراء في الدم وزيادة الماء في الدم ومعدل ضربات القلب. يزيد المجهود القلبي بنسبة 30 إلى 50٪. تصل هذه التغييرات إلى الحد الأقصى بين الأسبوعين 28 و34 من الحمل.
أثناء المخاض، يزداد المجهود القلبي بحوالي 20% مع كل انقباضة في الرحم. تشمل الضغوطات الأخرى الإجهاد أثناء المرحلة الثانية من المخاض وزيادة تدفق الدم الوريدي العائد إلى القلب من الرحم المنقبض. لا تعود الضغوطات القلبية الوعائية إلى مستويات ما قبل الحمل إلا بعد عدة أسابيع من الولادة.
أعراض وعلامات أمراض القلب أثناء الحمل:
الأعراض التي تشبه تلك الموجودة في مرض قصور القلب (على سبيل المثال، ضيق التنفس الخفيف، انتفاخ الوريد الوداجي، عدم انتظام دقات القلب، إنتفاخ الوجه و الأطراف، تضخم القلب الخفيف الذي يظهر على الأشعة السينية للصدر) تحدث عادة أثناء الحمل الطبيعي أو قد تنجم عن أمراض القلب.
يمكن أن يؤدي فشل عضلة القلب إلى الولادة المبكرة. يرتبط خطر وفاة الأم أو الجنين بالتصنيف الوظيفي لجمعية القلب في نيويورك (NHYA)، والذي يعتمد على مقدار النشاط البدني الذي يسبب أعراض قصور القلب. ويزداد الخطر فقط إذا ظهرت الأعراض:
- تحدث أثناء أي مجهود خفيف
- تحدث أثناء الحد الأدنى من المجهود أو عدم بذل مجهود
تشخيص أمراض القلب أثناء الحمل:
يعتمد تشخيص أمراض القلب أثناء الحمل عادة على التقييم السريري وتخطيط القلب والسونار على القلب.
نظرًا لأن الوراثة يمكن أن تساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب، فيجب تقديم الاستشارة الوراثية و فحص قلب الجنين بالسونار للنساء المصابات بأمراض القلب الخلقية.
علاج أمراض القلب أثناء الحمل:
بالإضافة إلى تجنب بعض العلاجات لأمراض القلب والتي لا تتماشى مع الحمل، فإن جمعية القلب في نيويورك (NYHA) توصي تقييد النشاط وربما الراحة في الفراش بعد 20 أسبوعًا, إذا كانت المرأة الحامل لديها أعراض متقدمة لقصور عضلة القلب.
من الضروري إجراء زيارات متكررة قبل الولادة، والراحة الكافية، وتجنب زيادة الوزن والإجهاد، وعلاج فقر الدم. يجب أن يحضر طبيب التخدير المطلع على أمراض القلب أثناء الحمل عملية المخاض ومن الأفضل أن يتم استشارته قبل الولادة. أثناء المخاض، يتم ضرورة التخفيف من حدة الألم لتقليل عدم انتظام دقات القلب. تتم مراقبة النساء عن كثب بعد الولادة مباشرةً، كما تتم متابعتهن لعدة أسابيع بعد الولادة من قبل طبيب القلب.
قبل أن تحمل النساء المصابات بقصور في عضلة القلب، يجب الحصول على إستقرار في الحالة على النحو الأمثل، و إذا كان بسبب مرض صمامي في القلب، فيجب علاجه جراحيًا. قد يُنصح النساء المصابات بقصور القلب من الدرجة الثالثة أو الرابعة أو أي اضطراب آخر شديد الخطورة بالحصول على إجهاض مبكر.
Kommentare