في السنوات الأخيرة، تطورت تقنيات أطفال الأنبيب (IVF) بشكل كبير في مراكز المساعدة على الإنجاب. ومن بين هذه التطورات، كان هناك نقلة نوعية في عام 1992 مع اختراع الحقن المجهري للحيوانات المنوية (حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة). تم تقديمه في البداية لحالات العقم عند الذكور، حيث لم يكن مجرد وضع البويضات والحيوانات المنوية في إنبوب واحد كافيًا لإنتاج الأجنة، وقد شهد الحقن المجهري منذ ذلك الحين اتساع نطاق استعمالاته. ارتفع الاستخدام للحقن المجهري من 39% في عام 1997 إلى أكثر من 70% من حالات أطفال الأنابيب في عام 2016.
يتضمن الحقن المجهري للحيوانات المنوية، يعتمد فقط على المراقبة المجهرية لشكلها في المختبر. فهو لا يسمح بالضرورة باختيار الحيوانات المنوية التي يكون حمضها النووي سليما، وهو عامل أساسي لنجاح عملية طفل الأنبوب. و مع زيادة التعرض للملوثات الصناعية، تؤكد العديد من الدراسات اليوم أن معدل تفكك الحمض النووي مرتفع بشكل متزايد في الحيوانات المنوية البشرية.
من أجل مواجهة هذه المشكلة، تحاول تقنية جديدة تسمى PICSI (حقن الحيوانات المنوية الطبيعية داخل البويضة) تحسين اختيار الحيوانات المنوية التي تحتوي على أقل عدد ممكن من التشوهات، مثل المعدل العالي لتفكك الحمض النووي مما قد يؤثر على الإخصاب والنمو الجنيني.
تتضمن هذه التقنية استخدام حمض الهيالورونيك (HA)، وهو حمض موجود عادة في الخلايا التي تحيط بالبويضة. يعتمد PICSI على مبدأ أنه في الظروف الطبيعية، فقط الحيوانات المنوية النشطة أو الناضجة (التي لم تبدأ عملية موت الخلايا المبرمج) تقوم بتطوير روابط كيميائية حيوية مع البويضات بفضل حمض الهيالورونيك .
وبالتالي، فإن التأكيد المختبري على قدرة إرتباط الحيوان المنوي وهذا الجزيء يمثل اختبارًا بسيطًا إلى حد ما وقابل للتكرار، مما يجعل من الممكن اختيار أفضل للحيوان المنوي الذي قد يكون قادرًا على تخصيب البويضة.
لتنفيذ هذه التقنية، يتم وضع الحيوانات المنوية في أنبوب يحتوي على حمض الهيالورونيك HA. فقط أولئك الذين يتمتعون بالكفاءة يعبرون ويرتبطون بـ AH. ومن ثم يمكن لأخصائي الأجنة عزلها ثم استخدامها بشكل تفضيلي لإجراء الحقن المجهري.
يبدو أن العديد من المنشورات تؤكد فائدة الحقن المجهري كبديل للتخصيب المختبري من خلال إظهار زيادة كبيرة في معدلات الإخصاب والحمل وانخفاض حالات الإجهاض.
Commenti